الثقافة والتراث

كانت دُبي دائماً محوراً لالتقاء الناس والتبادل التجاري بينهم وصناعة قصصٍ جديدةٍ لا تُنسى - هنا التقت القبائل الصحراوية المهاجرة مع الصيادين الساحليين ومختلف التجار من شتى أنحاء العالم.

تتمتع دبي بتراث أدبي وشعري يعود إلى القرن الثامن الميلادي، وعلى الرغم من صعودها السريع لأعلى قائمة المدن الذكية بالقرن الحادي والعشرين، إلا إن معالم الجذب الثقافية والتراثية فيها لا زالت قائمة. في دبي، تحيط البناياتُ الحديثة ذات الارتفاع الشاهق أحياءَ المدينة القديمة كالبستكية والشندغة التي تم ترميمها لتحكي لزوار المدينة عن نمط حياة السكان منذ عقود مضت.

 إنَّ «خور دبي» هو المكان الذي بدأت فيه العديد من القصص التي تتفرَّد بها المدينة، هذا الممر المائي الذي يقسم المدينة إلى جزئين، "ديرة القديمة" و"بر دبي"، نشأت على ضفافه أسواق دبي الأولى التي شهدت تجارة التوابل والعطور والمنسوجات.

 وحتى يومنا هذا، لا يزال التنزه على جانبي الخور يؤكد على وجود مثل هذا التراث، ولا تزال القوارب الخشبية تنقل الركاب بين ضِفّتَي الخور، ولا يزال سوق التوابل والمنسوجات الذي نشأ منذ عقود قائماً ونشطاً حتى اليوم.

 يُطلَق على سكان دبي الأصليين لقب الإماراتيين، ويمكن تمييزهم بسهولة من ملابسهم حيث يرتدي الرجال الكنادير البيضاء وترتدي النساء العبايات السوداء. وعلى الرغم من تركهم حياة البادية وتوليهم أعلى المناصب في الحكومة والشركات والمؤسسات الناشئة في مجال التقنية والابتكار، إلا إن ارتباطهم بأرضهم وتراثهم لا يزال قوياً. ولا زال الصيد بالصقور - الذي كان في يوم من الأيام ضرورياً لبقائهم على قيد الحياة – أحد الاحتفالات التي يتبارى فيها الإنسان والطير ضد الظروف الصحراوية.

إنَّ تراث دبي قد حُفظ للأجيال القادمة، لكنَّ ثقافتها تتغير باستمرار مع تشَرُّب المدينة لقصص وتجارب الملايين من الزوار الذين يتوافدون عليها في كل عام لتصبح بذلك بوتقة انصهار لثقافات العالم.